رابطة ميلان المحدودة لكرة القدم (بالإيطالية: Associazione Calcio Milan SpA)، المعروفة أكثر باسم إيه سي ميلان، أو مجرد الميلان، هي نادي كرة قدم إيطالي، تأسس بتاريخ 16 ديسمبر 1899[4] على يد الإنجليزي هيربرت كيلبن. يلعب الفريق حاليّاً في دوري الدرجة الأولى الايطالي لكرة القدم، حيث يحتل المرتبة التاسعة على مستوى الفرق الأوروبية، وفقاً لتصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم،معتمدا على النتائج التي حققها في المسابقات الأوروبية في السنوات الخمس الأخيرة.[5]
يُعتبر إيه سي ميلان من أنجح الأندية في العالم حيث حصد 18 لقباً على مستوى القارة الأوروبية وعلى مستوى العالم متساوياً مع بوكا جونيورز، حيث حقق الميلان لقب دوري أبطال أوروبا 7 مرات، متأخرا عن ريال مدريد بلقبين،[6] وفاز بلقب كأس العالم للأندية، أو كما كان يُسمّى قديماً "كأس الإنتركونتيننتال"، 4 مرات متملكاً الرقم القياسي،[7] وقد حصد الرقم القياسي أيضاً في الفوز بلقب كأس السوبر الأوروبي، حيث فاز به 5 مرات.[8]
و إذا كان إيه سي ميلان الأول عالمياً فهو يأتي ثانياً في إيطاليا بعد يوفنتوس، حيث استطاع حصد لقب الدوري الإيطالي 17 مرة، ولم يسبقه في القائمة إلا يوفنتوس، الذي حصل على اللقب 27 مرة.[9] وكذلك فاز الفريق بكأس إيطاليا[10] وكأس السوبر الإيطالي[11] خمس مرات. ومع هذا، فقد هبط إيه سي ميلان إلى دوري الدرجة الثانية مرتين، أولها عام 1980 بأمر من المحكمة على خلفية فضيحة التلاعب في نتائج المباريات - التي أطلق عليها "توتو نيرو" - والثانية على أرض الملعب عام 1982.
يُعد إيه سي ميلان الفريق الوحيد الذي استطاع أن يحصد المراكز الثلاثة الأولى في سباق الحصول على الكرة الذهبية وكان ذلك في عاميّ 1988 و1989، وقد كان بطل هذا السباق هو ماركو فان باستن.[12] يُعتبر إيه سي ميلان أكثر الفرق الإيطالية جماهيريةً والخامس أوروبياً وفقاً لبحوث أجرتها صحيفة لا ريبوبليكا إيطالية في شهر أغسطس من عام 2007.[13] يلعب إيه سي ميلان وغريمه إنتر ميلان مبارياتهما على ملعب سان سيرو، الذي يُسمى أيضاً جوسيبي مياتزا، ويُعتبر من أجمل ملاعب العالم وأكثرها استيعاباً للجماهير حيث يتسع لحوالي 80,074 متفرج.[14]
ومن ناحية أخرى يُعتبر إيه سي ميلان عضواً مؤسساً في مجموعة G-14 للأندية القيادية الأوروبية،[15] التي تم إلغاؤها حاليّا واستبدلت برابطة الأندية الأوروبية.[16] يُعتبر إيه سي ميلان سادس أثرى نادي في العالم، والأول في إيطاليا حسب الميزانية السنوية.[17] أصبح نادي إيه سي ميلان يشغل مركزا كإحدى شركات مجموعة "فينينفست" منذ عام 1986. ظلّ منصب رئيس النادي شاغراً منذ 8 مايو/أيار 2008، بعد أن قدّم سيلفيو برلسكوني استقالته ليتولى رئاسة الحكومة الإيط[الية،[18] أما نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي الحالي للنادي فهو أدريانو غالياني.[19
الانقسام
كان فتيل الانقسام في نادي ميلان لكرة القدم هو معارضة البعض مشاركة اللاعبين الأجانب مع الأندية، ففي موسم 1908 عارض العديد من الأندية الإيطالية هذا الأمر،[26] لذا قرر الإتحاد الإيطالي لكرة القدم أن يمنع مشاركة اللاعبين الأجانب في الدوري، مما استدعى بعض الأندية البارزة مثل تورينو وجنوة وميلان إلى مقاطعة الدوري، إلا أن بعض إداريي ميلان كانوا مع القائلين بمنع اللاعبين الأجانب من اللعب في الدوري، فانشقت مجموعة عن النادي وأسست نادي أطلقت عليه اسم "إنترناتسيونال ميلانو".[27] أقيم أول لقاء بين الفريقين في 18 أكتوبر/تشرين الأول 1908، وانتهى بفوز إيه سي ميلان بنتيجة 2-1.[28] وفي السنوات الست السابقة للحرب العالمية الأولى، هبط مستوى النادي كثيراً، ولم يستطع الوصول للأدوار النهائية إلا في عام 1915 عندما حقق المركز الرابع وهو أكبر إنجاز له في تلك الفترة. استمر مستوى ميلان بالهبوط في الفترة اللاحقة على الحرب، حيث خرج من الدور نصف النهائي ثلاث مرات متتالية في أوائل عقد العشرينات، وكان أفضل إنجاز له في تلك الفترة، الوصول للأدوار النهائية في عاميّ 1927 و1928.[23]
[عدل]حقبة الثلاثينات
تم استحداث بطولة الدوري الإيطالي خلال عقد الثلاثينات من القرن العشرين، وشارك 18 فريقاً في النسخة الأولى منها، وكانت الطموحات كبيرة في تلك الفترة أملاً في أن يتحسن مستوى الميلان، إلا أن أول موسم بقي سيئا حيث احتل النادي المركز الحادي عشر في الدوري، وازداد الأمر سوءا في البطولة التي تلتها حيث حصل على المركز الثاني عشر، وظل على هذه الحالة حتى تم إيقاف بطولة الدوري الإيطالي في عام 1942 بسبب الحرب العالمية الثانية.[29] كانت إيطاليا خاضعة للحكم الفاشي في فترة الثلاثينات، ولم يكن الحاكم "بينيتو موسوليني" مولعا باسم نادي ميلان الذي كان يدل على أصول الاسم الإنجليزية، فتم تغييره إلى "نادي ميلانو لكرة القدم"،[30] ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أمر موسوليني بتغيير زي الفريق إلى زي أبيض اللون يتوسطه عمودان، أحمر وأسود، واستمر الفريق يرتدي هذا الزي حتى نهاية الحرب.
ستاد جوزيبي مياتسا[106] أو "سان سيرو"، كما يُطلق عليه عُشاق إيه سي ميلان، هو الملعب الرئيسي في مدينة ميلانو الإيطالية ويلعب عليه قطبي المدينة: إنتر ميلانو وإي سي ميلان. ويعتبر من أجمل ملاعب العالم وأكثرها استيعابا للجماهير. وسُمي الملعب على اسم الأسطورة الكروية الإيطالية "جوزيبي مياتسا" والذي لعب للناديين المذكورين.[107]
بدأ إنشاء الملعب سنة 1925، وتحمّل رئيس إيه سي ميلان وقتها، "بييرو بيريلي"، كلفة إنشائه. صُمم الملعب على يد المهندس المعماري "أوليسي ستاكيني" وأشرف على التشييد المهندس المدني "ألبيرتو كوجيني". وسُمي باسم سان سيرو نسبة إلى اسم الكنيسة الموجودة في نفس الحي،[14] وصُمم على طراز الملاعب الإنجليزية، حيث تميز بوجود أربع مدرجات قريبة منه وأجنحة رئيسية غُطيت بستائر، وكان قادراً على استيعاب 35,000 شخص. افتُتح المعلب يوم 19 سبتمبر 1926 بمبارة قوية بين قطبي المدينة انتهت لصالح الإنتر بنتيجة 6-3. بينما لعب منتخب إيطاليا لكرة القدم أولى لقاءاته يوم 20 فبراير 1927 أمام منتخب تشيكوسلوفاكيا لكرة القدم وانتهت بالتعادل الإيجابي 2-2. وكان الملعب وقتها يخص نادي إي سي ميلان فقط بينما كان يلعب إنتر ميلان في ملعبه القديم "Civica". وفي عام 1935 تمّ توسيع الملعب ليستوعب 55,000 متفرج، وفي نفس العام بيع الملعب إلى بلدية ميلانو.[108] وفي عام 1940 تم البدء في ترميمه ليصل حجم الطاقة الاستيعابية له إلى 125,000 متفرج، الأمر الذي جعله الملعب الأكبر في العالم،[109] وتم الانتهاء من الترميم في عام 1947. ومن الجدير بالذكر أن أشهر مباراة استضافها الملعب آنذاك هي مباراة في الدوري الإيطالي جمعت بين قطبي مدينة ميلانو: إيه سي ميلان وإنتر ميلان، وانتهت بنتيجة 6-5 لصالح الإنتر.
عام 1949، قرر الإنتر أن يُشارك إيه سي ميلان في ملعب سان سيرو وذلك قبل أن تُنشأ طبقة ثانية في المدرجات عام 1955 خافضةَ الطاقة الاستيعابية للملعب إلى 90,000 متفرج، ليكون بذلك أحد أكبر ملاعب أوروبا.[110] في عام 1979 قرر مجلس بلدية ميلان بموافقة الإنتر وإيه سي ميلان تغيير مسمى الملعب إلى "جوزيبي مياتسا"[111] الأسطورة الإيطالية ورمز نادي الإنتر في الثلاثينات والأربعينات والذي انتقل للميلان في آخر مواسمه قبل أن يعود مرة أخرى للإنتر. لكن على رغم من ذلك، ما زالت جماهير الميلان تطلق على الملعب اسم سان سيرو، وذلك لأن "جوزيبي مياتسا" شارك في مباريات الإنتر بشكل أكبر ويُتعبر رمزا من رموزه. وقبل عام 1990، أي عندما استضافت إيطاليا نهائيات كأس العالم لعام 1990، تمّ تجديد الملعب بإضافة طبقة ثالثة للجماهير، كما تمّ إجراء بعض التعديلات في السقف والجوانب لتصل طاقة الملعب الاستيعابية لقرابة 85,500 شخص وليكون بهذا تحفة معمارية دائما ما تتفاخر بها جماهير أندية ميلانو.[112]